منذ تأسيس الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر عام 1971، انتهجت الدولة سياسة خارجية قائمة على تعزيز الأمن والسلام والازدهار والتنمية المستدامة في كافة أرجاء العالم. ويعد هذا النهج ركيزة أساسية في سياستها الخارجية، أرسى ركائزه الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، وتواصل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، "حفظه الله"، ترسيخ هذا النهج وتعزيزه وتطويره من خلال مبادرات ومساهمات رائدة على مختلف المستويات الإنسانية والسياسية والاقتصادية.
وتستند السياسة الخارجية لدولة الإمارات إلى قيمها الراسخة في نشر التسامح والتعايش السلمي وتعزيز الحوار الثقافي بين شعوب العالم، إلى جانب سعيها الدائم لترسيخ مكانتها الريادية عالميًّا، من خلال الدبلوماسية الفاعلة والدور الإيجابي في حل النزاعات بالطرق السلمية.
وتعد وزارة الخارجية منذ إنشائها في 9 ديسمبر 1971، الواجهة الدبلوماسية لدولة الإمارات التي تعكس هوية المجتمع الإماراتي ورؤيته نحو العالم. وتضطلع الوزارة من خلال سفاراتها وبعثاتها الدبلوماسية بدور محوري في توطيد علاقات دولة الإمارات مع دول وشعوب العالم؛ حيث تعمل على تعزيز أواصر الصداقة والتعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، ما ساهم في ترسيخ مكانة دولة الإمارات على الساحتين الإقليمية والدولية.
وترتبط دولة الإمارات بعلاقات عميقة ومتميزة مع مختلف دول العالم، وهو ما يعكس توجهاتها المبنية على الانفتاح والحوار وبناء الجسور، والعمل من أجل ترسيخ السلام وتحقيق المصالح المشتركة بين الدول والشعوب، بما يسهم في تحقيق الأمن والسلم الدوليين.
كما تتسم السياسة الخارجية لدولة الإمارات بالتوازن والديناميكية والشفافية، والالتزام بالقانون الدولي واحترام سيادة الدول، وهو ما عزز موقعها كشريك دولي موثوق به في مختلف المجالات.
وبموجب دستور الإمارات العربية المتحدة والقوانين الاتحادية، ووفقًا لقرار مجلس الوزراء رقم (6) لعام 2001 بشأن الهيكل التنظيمي، وفي مادته الثانية، تضطلع وزارة الخارجية بدور محوري في صياغة وتنفيذ السياسة الخارجية لدولة الإمارات بالتنسيق مع الجهات المعنية، عبر سفاراتها وإداراتها المختلفة وبعثاتها الدبلوماسية المنتشرة حول العالم، ويعد سفراؤها وممثلوها، صلة الوصل بين القيادة الرشيدة لدولة الإمارات وشعوب العالم بكافة أطيافه.
وتعمل وزارة الخارجية على تعزيز أواصر الصداقة والتعاون بينها وبين دول العالم على مختلف الصُعد والمجالات، وتنفيذ توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، "حفظه الله"، التي تهدف إلى الحفاظ على الإنسان ورفع مستواه الفكري والحضاري، وتطوير قيم التنمية والحضارة الإنسانية، وإرساء دعائم السلام والإخاء والتسامح في العالم، وهو الأمر الذي أكسب المواطن الإماراتي احترامًا وتقديرًا كبيرين أينما حل خارج دولة الإمارات، وعزز مكانة الدولة على الساحتين الإقليمية والدولية.
وتتولى وزارة الخارجية إدارة السياسة الخارجية لدولة الإمارات، وتمثيلها في المحافل الإقليمية والدولية، بما يعكس توجهاتها الوطنية ويعزز مكانتها على الساحة العالمية. وتشمل المهام الرئيسة للوزارة ما يلي:
- تعزيز حضور الدولة في المحافل الدولية من خلال تمثيلها لدى الدول والمنظمات الإقليمية والدولية، والمشاركة في المؤتمرات والقمم والندوات ذات الصلة.
- الدفاع عن مصالح الدولة ومواطنيها في الخارج، وتقديم الدعم والحماية القانونية والدبلوماسية للمواطنين، وضمان رعاية مصالحهم.
- إدارة العلاقات الدبلوماسية للدولة، وتطوير الروابط الثنائية ومتعددة الأطراف مع الدول الشقيقة والصديقة، وتنظيم تبادل التمثيل الدبلوماسي والقنصلي.
- التعريف بدولة الإمارات وقيمها وسياستها الخارجية، وإبراز مكانتها الحضارية والتنموية والإنسانية، عبر مختلف الوسائل والمنصات الإعلامية والدبلوماسية.
- الإشراف على البعثات الدبلوماسية والقنصلية للدولة في الخارج، وضمان جودة الخدمات التي تقدمها، وتنظيم المراسم وتطبيق الامتيازات والحصانات وفق الاتفاقيات الدولية.
- إبرام المعاهدات والاتفاقيات الدولية، والإشراف على إجراءات المصادقة والتنفيذ، ومتابعة مدى الالتزام بها بالتنسيق مع الجهات المختصة.
- تعزيز مساهمة الدولة في جهود تحقيق السلم والأمن الدوليين، ودعم قضايا التنمية المستدامة، وحفظ السلام، ومكافحة الإرهاب والتطرف، والتصدي للأزمات الإنسانية.
- إدارة جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة وتجديدها، وتقديم خدمات للمواطنين الإماراتيين في الخارج، بالتعاون مع الجهات المعنية.
- المساهمة في تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية للدولة، من خلال دعم الدبلوماسية الاقتصادية وترويج المنتج الوطني والسياحة والاستثمارات.
- تعزيز الشراكات الإنسانية والتنموية لدولة الإمارات مع الدول والمنظمات الدولية، بما يعكس التزام الدولة بالمسؤولية العالمية تجاه الشعوب والمجتمعات.
- التعاون مع البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى الدولة، وتنسيق علاقاتها مع الجهات الرسمية، بما يسهم في توطيد العلاقات الثنائية.
"إن السياسة الخارجية لدولة الإمارات تستهدف نصرة القضايا والمصالح العربية والإسلامية، وتوثيق أواصر الصداقة والتعاون مع جميع الدول والشعوب على أساس ميثاق الأمم المتحدة والأخلاق والمثل الدولية، إن دولتنا الفتية حققت على الصعيد الخارجي نجاحًا كبيرًا حتى أصبحت تتمتع الآن بمكانة مرموقة عربيًّا ودوليًّا بفضل مبادئها النبيلة، ولقد ارتكزت سياستنا ومواقفنا إلى مبادئ الحق والعدل والسلام، منطلقين من إيماننا بأن السلام حاجة مُلحَّة للبشرية جمعاء".
الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
"منذ إعلان هذه الدولة ونحن ملتزمون في سياستنا الخارجية بمبادئ ثابتة قوامها الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الغير وبناء العلاقات على أساس المصالح والجنوح إلى السلم والحوار والالتزام بالمواثيق الدولية. سنظل منتهجين سياسة خارجية مستقلة مرنة غايتها خدمة المصالح الوطنية وصيانة سيادة الدولة وتفعيل منظومة التعاون الخليجي بما يحقق التكامل وتوثيق التعاون مع الدول العربية والتكتلات الإقليمية باذلين الجهد لبناء بيئة إقليمية ودولية قائمة على السلام والاستقرار والثقة المتبادلة".
الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه.
“سياسة دولة الإمارات ستظل داعمة للسلام والاستقرار في منطقتنا والعالم.. وعونًا للشقيق والصديق.. وداعية إلى الحكمة والتعاون من أجل خير البشرية وتقدمها.
ستستمر دولة الإمارات في نهجها الراسخ في تعزيز جسور الشراكة والحوار والعلاقات الفاعلة والمتوازنة القائمة على الثقة والمصداقية والاحترام المتبادل مع دول العالم لتحقيق الاستقرار والازدهار للجميع. إن سيادة دولة الإمارات وأمنها مبدأ أساسي لا يمكن التنازل عنه، أو التهاون فيه.. ونمدّ يد الصداقة إلى كل دول المنطقة والعالم التي تشاركنا قيم التعايش والاحترام المتبادل لتحقيق التقدم والازدهار للجميع".
صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، "حفظه الله".
تساعدنا ملاحظاتك على تحسين تجربتك باستمرار
هل تقدمت مؤخرًا بطلب الحصول على خدمة عبر مركز الخدمة الخاص بنا أو رقميًا؟