دولة الإمارات وفرنسا تحتفلان بالعلاقات الثنائية في حفل دبلوماسي رفيع المستوى بحضور ما يزيد عن 1200 ضيف.

ضمن مشاركتها في احتفالات الجمهورية الفرنسية بعيدها الوطني والمعروف بيوم الباستيل والذي يصادف 14 يوليو، انضمت الإمارات العربية المتحدة كضيف شرف في الحفل الدبلوماسي الخاص الذي أقيم بهذه المناسبة، والذي ضم جمع غفير من السفراء وكبار الدبلوماسيين المعتمدين لدى الجمهورية الفرنسية، بالإضافة إلى ممثلي المنظمات الدولية والإقليمية وكبار رجال الأعمال.
وقد أقيم الحدث في الـ"بافيليون رويال" في باريس، وحضره ما يزيد عن 1200 ضيف من المجتمع الدبلوماسي في فرنسا.
واستعرضت دولة الإمارات العربية المتحدة بصفتها ضيف الشرف ثقافتها وتراثها الغني من خلال تقديم عروض مستمدة من التراث والثقافة الإماراتية، بالإضافة إلى مأكولات تقليدية وأطباق شهية وغيرها من العروض الثقافية التي استمرت على مدار اليوم. .
وبهذه المناسبة، نقلت معالي شمّة بنت سهيل فارس المزروعي، وزير الدولة للشباب في الإمارات العربية المتحدة، تحيات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، إلى الحكومة الفرنسية، وأمنياتهم لحكومة وشعب فرنسا بمزيد من التقدم والازدهار.
وقالت معالي شمّة المزروعي خلال كلمتها الرئيسية التي ألقتها خلال الحفل: " نحتفل مع فرنسا في هذا اليوم التاريخي بحريتها ووحدتها. وغداً -نحتفل مع فرنسا خوضها المباريات النهائية في كأس العالم لكرة القدم! اسمحوا لي أولاً أن أعرب لكم عن أحر التهاني نيابة عن حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأضافت معالي الوزيرة: " لقد حققت فرنسا نجاحاً مثيراً للإعجاب على مدى الأسابيع الأربعة الماضية -وعلى مدى السنوات الـ 229 الماضية! نتمنى لكم المزيد من التقدم والازدهار في الأيام والسنوات القادمة، كما نتمنى لكم التوفيق على أرض الملعب". جددت معالي شمة المزروعي " " التزام حكومة الإمارات العربية المتحدة بالعمل مع الحكومة الفرنسية لتعزيز الروابط التي تجمع بين البلدين. مؤكدةً أنه " مع وجود ارتباط وثيق بين بلدينا من خلال المصالح الاقتصادية والأمنية والثقافية المتبادلة، فإن من المنطقي أن نستثمر يداً بيد في شراكة تمكننا من تحقيق المزيد من النجاح معاً أكثر مما كنا لنحققه بصورة مفردة وبمعزل عن الدولة الأخرى"
وشهدت العلاقات الثنائية بين البلدين تقدماً كبيراً خلال السنوات الماضية، لا سيما في المجال الثقافي، والذي انعكس مؤخراً في الشراكة التي أثمرت عن افتتاح متحف اللوفر-أبوظبي، والذي يعتبر من أبرز المعالم الثقافية في العالم، خاصة في ضوء أهميته الاستراتيجية بالنسبة لكل من دولتي الإمارات العربية المتحدة وفرنسا.
" وحول هذا الموضوع بالتحديد، صرّحت معالي وزيرة الدول للشباب: " أود أن أشير إلى تطور مميز للغاية في شراكتنا والذي حدث في نوفمبر الماضي لدى افتتاح متحف اللوفر أبوظبي الشهير عالميًا. هذا المتحف الاستثنائي الذي يروي تاريخ الإنسانية بأسلوب فريد، يدعونا إلى استكشافها مرة أخرى ولأول مرة - من خلال مقاربة جديدة – تجعلنا أكثر ثقارباً وتشابهاً من أي وقت مضى عبر الثقافات والفضاء والزمن. فمن خلال الفن المبتكر، والذي يمثل كافة الأديان والتقاليد في الشرق والغرب، يدعونا متحف اللوفر أبوظبي للنظر في إنسانيتنا المشتركة عبر منظور جديد".
جدير بالذكر أن متحف اللوفر أبوظبي تم افتتاحه في 8 نوفمبر 2017، وهو أول متحف عالمي يتم افتتاحه في العالم العربي، وأكبر مشروع ثقافي تروج له فرنسا في الخارج، حيث يضم المتحف مجموعة من الأعمال الفنية التي تنتمي لجميع الحضارات والفترات الزمنية، ابتداءً من العصر الحجري الحديث وصولاً إلى العصر الحديث. ويمثل المتحف رمز اً للانفتاح على العالم ورمزاً للتسامح، حيث يلتقي الشرق بالغرب على طريق الحرير التاريخي.
ويأتي افتتاح المتحف بالتزامن مع حدث خاص بدولة الإمارات، وهو احتفال دولة الإمارات بمئوية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه والذي وافته المنية عام 2004.
وقالت معاليها: "ولدت الإمارات العربية المتحدة من بصيرة وحكمة زعيمنا الكبير الذي وضع التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية في قلب اهتماماته، وغرس العلم كأساس لدولة الإمارات العربية المتحدة".
وكان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله قد أعلن عام 2018 باعتباره "عام زايد". وسيشهد هذا العام العديد من الفعاليات والأحداث والمبادرات والتي يتم تنظيمها في الإمارات العربية المتحدة والعالم، إحياء لذكرى الزعيم الملهم الشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه ولتبرز إرثه وتعزز القيم التي عاشها وبنى دولة الإمارات على أساسها.
وقد عُرف المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه بأنه قائداً حكيماً ورجلاً ملهماً. وقد استشرف مستقبلاً أفضل لشعبه، وكان لديه الحكمة والرؤية الثاقبة ليجعلها واقعاً ملموساً بالرغم من كل الصعاب والتحديات، ما أسهم في تحقيق التنمية المستدامة، وبناء اقتصاد قوي على أسس راسخة.
وأضافت معالي شما المزروعي "لا تعرف مشاريعنا وقدراتنا أي حدود. وبهذه الروح نسعى إلى جعل معرض إكسبو دبي 2020 معرضاً عالمياً ذا أهمية عالمية بالغة ليستحق لقب أكبر معرض في العالم حتى الآن. هذا وقد أعلنت أكثر من 170 دولة مشاركتها في اكسبو دبي والذي يقام تحت شعار "تواصل العقول وصنع المستقبل" نظراً لتأثيره الفاعل والمستدام على العقول والطموحات والأفكار، ولدوره في بناء عالم أكثر ترابطاً وانفتاحاً وازدهاراً للجميع".
كما أكدت معاليها: "إن اهتمامنا بالبيئة والاستدامة شيء راسخ وقادنا نحو تحقيق إنجازات كبيرة في هذا المجال، أهمها مدينة مصدر التي تجسد مثالاً يحتذى ومشروعاً رائداً، حيث تعتبر إحدى أكثر مدن العالم استدامة، وتقوم على الحد من الانبعاثات الكربونية بالكامل. وتمثل المدينة مفهوماً جديداً للحياة العصرية، ونموذجاً لنشر المعرفة والمساهمة في بناء مستقبل مستدام".
من جانبه، قال عمر شحادة، نائب الرئيس الأول لعمليات المشاركين الدوليين في معرض إكسبو 2020 دبي، "نعمل بجد لتقديم معرض عالمي له أهمية حقيقية وتأثير عبر القارات والأجيال. سيكون معرض إكسبو 2020 دبي احتفالاً عالمياً بالابتكار والتعاون يجمع بين المجتمعات والبلدان من جميع أنحاء العالم. يسرنا اليوم أن نتواجد هنا في باريس مع المجتمع الدبلوماسي للاحتفال بالعيد الوطني الفرنسي ولننشر رسالتنا ".
من جهته قال محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر": "تتشرف "مصدر" بالمشاركة في احتفالات العيد الوطني الفرنسي، الأمر الذي يعكس متانة العلاقات بين البلدين الصديقين، فمنذ تأسيس الشركة في عام 2006، حرصنا على إقامة شراكات وطيدة مع مجتمع الأعمال الفرنسي، شملت تسويق التقنيات النظيفة والتطوير العمراني المستدام بالإضافة إلى تطوير العديد من المشاريع الرئيسية في قطاع الطاقة المتجددة، فضلاً عن مشاركة مئات الشركات الفرنسية سنوياً وتقديمها الدعم لأسبوع أبوظبي للاستدامة، أحد أكبر التجمعات العالمية في مجال الاستدامة".
وقال متحدث باسم أدنوك: "تمتد الشراكة الاستراتيجية مع جمهورية فرنسا لأكثر من 75 عاماً قامت خلالها بدور مهم في تطوير حقول النفط والغاز في إمارة أبوظبي من خلال علاقات الشراكة والتعاون الوطيدة التي تربطها مع شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" في جميع مجالات ومراحل القطاع. ويوفر العيد الوطني لفرنسا (يوم الباستيل) فرصة للاحتفاء بالعديد من النجاحات التي تحققت نتيجة لعلاقتنا الاستراتيجية والتي تعززت أكثر في شهر مارس، بترسية اثنين من الامتيازات البحرية الجديدة في أبو ظبي على شركة توتال، ويقدم ذلك دليلاً واضحاً على الجوانب المتعددة لشراكتنا الاستراتيجية في قطاع الطاقة والتي أسهمت في تعميق الروابط الاقتصادية وتعزيز الاستثمار ات المتبادلة بين دولة الإمارات وفرنسا".
ومثّل شركة الاتحاد للطيران في هذا الحدث كل من محمد البلوكي، الرئيس التنفيذي للعمليات، غريغوار بيكوز، المدير العام لمنطقة أوروبا الغربية، والسيدة فاطمة المهيري، المدير العام للشركة في فرنسا.
من جانبها، قالت فاطمة المهيري، المدير العام للاتحاد للطيران في فرنسا: "يتشرف الاتحاد للطيران بالمشاركة في احتفالات العيد الوطني الفرنسي. وبصفتنا شركة طيران تربط بين فرنسا والإمارات العربية المتحدة، وتربط بين بلادنا وثقافاتنا وأفرادنا فإنه لشرف لنا المشاركة في هذا الحدث الهام".
وقال محمد جمعة المشرخ، المدير التنفيذي لمكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة): "تجسد مشاركتنا ضمن وفد دولة الإمارات العربية المتحدة في هذا الحفل، باعتبار فرنسا واحدة من أهم الشركاء الفاعلين على صعيد التبادل الاستثماري، فرصة لتعريف المستثمرين بالفرص التي يوفرها اقتصاد إمارة الشارقة المتنوع والسريع النمو، وخاصة في قطاعات النمو الرئيسية والتي تشمل السياحة والترفيه، والخدمات اللوجستية، والرعاية الصحية، والبيئة.
وتتخطى العلاقات الثنائية بين الإمارات العربية المتحدة وفرنسا المجال الثقافي، وتمتد لتشمل القطاع العسكري والسياسي والتعليمي والآثار والفنون السمعية والبصرية والمجال القانوني والطبي، وغيرها، والأهم من ذلك قطاعي التجارة والأعمال. وتعتبر الإمارات العربية المتحدة الشريك التجاري الثاني لفرنسا في منطقة الخليج بعد المملكة العربية السعودية، حيث بلغت قيمة التبادل التجاري ما يقارب 5 مليارات دولار في عام 2016. كما تعتبر الإمارات ثاني أكبر مستثمر في فرنسا، حيث تمتلك الإمارات 11 ٪ من أسهم الاستثمارات الأجنبية، في حين تعد فرنسا ثاني أكبر مستثمر في إمارة أبوظبي، وثالث أكبر مستثمر في إمارة دبي.
من جهة أخرى، تعد الإمارات العربية المتحدة ثاني أكبر مستثمر في فرنسا على صعيد منطقة الخليج العربي، حيث تمثل 35٪ من أسهم الاستثمار من المنطقة، وفي الوقت نفسه، فهي تضم أكثر من 600 شركة تابعة لشركات فرنسية، مع أكثر من 75٪ من الشركات المكتتبة في البورصة الفرنسية CAC 40.
يشار إلى أن احتفالات 14 يوليو في باريس تتميز بعروضها العسكرية التقليدية التي تقام في جادة الشانزليزيه، إلى جانب عروض الألعاب النارية، ويمثل الحفل الدبلوماسي الحدث الرئيسي الأبرز الذي يجمع السفراء الأجانب وممثلين عن مختلف المنظمات الدولية.
ويعتبر يوم العيد الوطني الفرنسي المعروف بيوم الباستيل احتفال باليوم الذي قاتل فيه الشعب الفرنسي من أجل نيل استقلاله عن "النظام القديم" في 14 يوليو 1789، حيث كانت باريس تعيش حالة من الغليان خلال الأشهر الأولى من الثورة الفرنسية. وقد دعا الملك لويس السادس عشر لزيادة عدد الجنود وقام بصرف وزيره جاك نيكر. وقد قام ثوار باريس في صباح يوم 14 يوليو، بالاستيلاء على مستودعات الأسلحة في "الإنفاليد" وساروا باتجاه قلعة ملكية قديمة، الباستيل. وبعد قتال دموي، اقتحمت الحشود قلعة الباستيل، وتمكنت من الإفراج عن مجموعة من السجناء المحتجزين في القلعة.
أخبار ذات صلة

عبدالله بن زايد يستقبل وفد منتسبي دورة الدفاع الوطني الـ 12
استقبل سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وفداً ضم منتسبي دورة الدفاع الوطني الثانية عشرة 2024 - 2025 بحضور العميد الركن سعيد حسن محمد اليماحي، قائد كلية الدفاع الوطني.
عرض التفاصيل
الشيخ عبدالله بن زايد يُهنئ مملكة البحرين على انتخابها لعضوية مجلس الأمن الدولي
هنأ سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، مملكة البحرين الشقيقة، قيادة وحكومةً وشعباً، بمناسبة انتخاب المملكة عضواً غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للفترة 2026 -2027.
عرض التفاصيل
الإمارات تدين بشدة الهجوم على قافلة إغاثة إنسانية شمال دارفور
أدانت دولة الإمارات بشدة الهجوم المسلح الذي استهدف قافلة إغاثة إنسانية في شمال إقليم دارفور السوداني.
عرض التفاصيل
عبدالله بن زايد ورئيس وزراء مونتينيغرو يبحثان هاتفيا تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين
بحث سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، خلال اتصال هاتفي مع معالي ميلويكو سباجيك، رئيس وزراء جمهورية مونتينيغرو (الجبل الأسود)، العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها بما يخدم مصالحهما المتبادلة.
عرض التفاصيل