نظمت وزارة الخارجية والمعهد العالمي للنمو الأخضر ورشة العمل الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتي تستضيفها أبوظبي في المكتب الاقليمي للمعهد العالمي للنمو الأخضر في مدينة مصدر خلال الفترة من 12-14 أكتوبر لبحث قضايا النمو الأخضر ولتبادل الخبرات وأفضل الممارسات المتعلقة بتطوير اقتصادات مستدامة بيئيا من خلال التحول إلى مفهوم النمو الأخضر بمشاركة ما يزيد عن ثلاثين من الخبراء والمسؤولين الحكوميين وأصحاب المصلحة والشركاء الرئيسيين المعنيين من المملكة العربية السعودية والأردن والمغرب ومصر والإمارات العربية المتحدة.
وفي كلمته الإفتتاحية أكد سعادة الدكتور ثاني احمد الزيودي المندوب الدائم للدولة لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة - آيرينا ومدير إدارة شؤون الطاقة والتغير المناخي بوزارة الخارجية أهمية التعاون الإقليمي لتحقيق أهداف التنمية الوطنية.
وقال سعادته " إن دول منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا تشترك في العديد من التحديات المتعلقة بتحقيق أهداف التنمية الاجتماعية والاقتصادية في إطار نهج مستدام بيئيا ".
وأضاف سعادته " من خلال تبادل المعرفة والخبرات يمكننا التغلب على هذه التحديات والتصدي لها كما يمكننا تحديد ومعرفة الفرص المتاحة للنمو الأخضر كي نتمكن من الاستفادة منها لصالح كل بلد على حد ولصالح ومنفعة المنطقة بأسرها".
وقال " إن المكاسب التي تحققت في مجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا مهددة بالتراجع بسبب التدهور البيئي وآثار ظاهرة تغير المناخ التي ينجم عنها تفاقم الارتفاع في معدلات درجات الحرارة وزيادة تأثير ظروف وحالة الجفاف في المنطقة وزيادة الضغوط على المنطقة التي تعاني أصلا من ندرة في الموارد المائية والمحاصيل الزراعية التي تتسم بالحساسية للظروف والأحوال المناخية السائدة".
ويأتي إنعقاد هذه الورشة إيمانا بأهمية الاستمرار في العمل لتحقيق معدلات النمو على الصعيدين الوطني والإقليمي حاضرا ومستقبلا والأخذ في الإعتبار الاستدامة البيئية والذي يمهد الطريق إلى عملية تبادل الخبرات والأفكار على نطاق واسع بين المعنيين لترجمة استراتيجيات النمو الأخضر إلى مشاريع واستثمارات فعلية ،علاوة على قيام المشاركين باستكشاف ودراسة السياسات والمشاريع الناجحة التي أدت إلى نتائج عملية ملموسة ومناقشة إمكانية تنفيذ وانتهاج أساليب وطرق مماثلة وتطبيقها في بلدان أخرى في المنطقة.
وقال بير برتلسون مساعد المدير العام للمعهد العالمي للنمو الأخضر " إن مشاركة جميع أصحاب المصلحة يمكنه أن يعزز جهود النمو الأخضر التي يتم تقديمها على أرض الواقع علاوة على تسهيل تطوير التنسيق الإقليمي بصورة أقوى وأشمل والعمل على تحقيق النمو المستدام الذي نلتزم به جميعا".
وتعد ورشة العمل هذه أيضا بمثابة منصة لتعزيز الشبكات الإقليمية وتنشيط وتفعيل التعاون الثنائي بين مؤسسات القطاع العام على الصعيد الاتحادي والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات والمراكز البحثية.
واشتمل اليوم الأول لافتتاح ورشة العمل في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا تقديم عروض من جانب عدد من الدول المشاركة حول الوضع الحالي لمبادرات النمو الأخضر، فيما تركزت المناقشات في اليوم الثاني على التحديات الرئيسية المشتركة التي تواجهها دول منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا بما في ذلك نشر الطاقة النظيفة وكفاءة الطاقة والإدارة المستدامة للمياه وتطوير المدن الخضراء بالإضافة إلى إشراك فريق دولي من الخبراء بشأن الاستراتيجيات لإزالة الحواجز والعوائق التي تحول دون تحقيق النمو الأخضر.
وتضمنت فعاليات وأنشطة اليوم الأخير من ورشة العمل زيارة ميدانية إلى موقع محطة شمس 1 للطاقة الشمسية حيث سنحت الفرصة للمشاركين أن يطلعوا على التقدم في دولة الإمارات بخصوص تنويع مزيج الطاقة من خلال مشاريع الطاقة النظيفة والمتجددة.
يذكر ان إدارة شؤون الطاقة وتغير المناخ في وزارة الخارجية تأسست عام 2010 وتتولى مهمة تمثيل الدولة في قضايا الطاقة وتغير المناح على المستوى الدولي ، وتتولى الإدارة مسؤولية التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة - آيرينا - بصفتها ممثلة لحكومة دولة الإمارات ، كما تعد الجهة الحكومية الرئيسية المخولة للمشاركة في الإجراءات متعددة الأطراف مثل اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ ومجموعة العمل المفتوحة للأمم المتحدة حول أهداف التنمية المستدامة.