تعكس العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية كولومبيا نموذجاً رائداً للتعاون البنّاء والشراكة المتوازنة، القائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، منذ تأسيس العلاقات الرسمية بين البلدين عام 1976، تم العمل على تطوير هذه الروابط وتعميقها في مختلف المجالات، مما أسهم في ترسيخ شراكة استراتيجية متينة تتسم بالاستمرارية والوضوح في الرؤية.
وقد شهدت العلاقات الثنائية خلال السنوات الأخيرة نمواً ملحوظاً، خاصة في مجالات التجارة والاستثمار، حيث تُعد كولومبيا من الشركاء الاقتصاديين الواعدين لدولة الإمارات العربية المتحدة في منطقة أمريكا اللاتينية، وفي المقابل، تنظر كولومبيا إلى دولة الإمارات العربية المتحدة باعتبارها بوابة اقتصادية عالمية ومحطة استراتيجية للانفتاح على أسواق الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا، مما يُعزز آفاق التكامل والتعاون الاقتصادي بين الجانبين.
وفي هذا الإطار، شكّل افتتاح خط الطيران المباشر بين دبي والعاصمة الكولومبية بوغوتا في 6 يونيو 2024 خطوة استراتيجية بارزة في مسار توثيق العلاقات، فقد ساهم هذا الإنجاز في تعزيز الربط الجوي بين البلدين، وتسهيل حركة الأفراد، وتنشيط التبادل التجاري والسياحي، وخلق فُرص استثمارية جديدة، وبذلك أصبحت كولومبيا البوابة الرابعة لطيران الإمارات في أمريكا الجنوبية.
كما جاءت الزيارة الرسمية التي قام بها فخامة الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في فبراير 2025 لتؤكد عمق العلاقات الثنائية وحرص الجانبين على الارتقاء بها إلى مستويات أرحب، وقد التقى فخامته بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، "حفظه الله"، وعدد من كبار المسؤولين، حيث جرى بحث سبل تعزيز التعاون في مجالات الطاقة المتجددة، والأمن الغذائي، والسياحة، والتعليم، إضافة إلى توقيع عددٍ من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي ترسم خارطة طريق جديدة للشراكة بين البلدين.
وتعتبر اتفاقية الإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول لحاملي جوازات السفر العادية الموقعة بين البلدين الصديقين في عام 2019، من أبرز ثمار هذا التقارب، حيث تُسهم في تسهيل حركة المواطنين بين البلدين، وتعزيز السياحة، وتشجيع التبادل التجاري والاستثماري، الأمر الذي يعكس مستوى الثقة المتبادلة والحرص المشترك على توسيع آفاق التعاون.
تواصل دولة الامارات العربية المتحدة وجمهورية كولومبيا تنسيقهما في المحافل والمنظمات متعددة الأطراف، في ضوء تقارب وجهات النظر بشأن عدد من القضايا الإقليمية والدولية، ولا سيما ما يتعلق بدعم جهود التنمية، وترسيخ السلام، والاستجابة للتحديات الإنسانية والبيئية.
إن العلاقات الإماراتية الكولومبية تمثل نموذجاً متقدماً للعلاقات الثنائية التي تجمع بين المصالح الاقتصادية والتفاهم السياسي والتقارب الثقافي، وتمثل أساساً راسخاً لشراكة مستدامة ومثمرة تخدم تطلعات البلدين وتُسهم في تعزيز الاستقرار والازدهار على المستويين الإقليمي والدولي.