ارتبطت دولة الإمارات وجمهورية الفلبين بعلاقات صداقة قوية منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية في 19 أغسطس 1974. تطورت العلاقات منذ ذلك الوقت إلى أن تُوِّجت بافتتاح سفارة جمهورية الفلبين في أبوظبي في 17 يونيو 1980، ثم افتتاح سفارة دولة الإمارات في مانيلا في العام 1989، حيث توسّعت مجالات التعاون الثنائي إلى أن بلغت ذروتها خلال الأعوام الأخيرة.
ساهم قطاع الطيران بشكل مباشر في تعزيز العلاقات بين البلدين بتسيير رحلات مباشرة إلى أماكن جديدة خارج العاصمة مانيلا، ما مهّد لاستكشاف فرص الاستثمار والتجارة والسياحة في مناطق أخرى من الفلبين.
يبلغ عدد الرحلات الجوية الأسبوعية بين دولة الإمارات وجمهورية الفلبين حاليًا 59 رحلة، تُسيِّرها خطوط "طيران الإمارات" و"الاتحاد للطيران"، إلى جانب الخطوط الجوية الفلبينية وخطوط "سيبو باسيفيك".
تحرص دولة الإمارات العربية المتحدة على تعزيز علاقاتها الثنائية مع جمهورية الفلبين، وتوطّدت هذه العلاقة بتبادل الزيارات بين كبار المسؤولين من البلدين، والتي كان أبرزها خلال السنوات الأخيرة:
يُذكر أن العلاقة التي تربط البلدين لم تتأسس فقط على شراكة تجارية أو اقتصادية، بل جعلت دولة الإمارات العربية المتحدة المساعدات الإنمائية جزءًا لا يتجزأ من سياستها الخارجية كذلك.
تجلّت هذه المساعدات الإنمائية والإنسانية في دعم الجهود الرامية لمكافحة الفقر ومعالجة الأوبئة، ومساعدة ضحايا الكوارث الطبيعية والصراعات المسلحة.
وتمثلت الجهود التي قدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة لضحايا الكوارث الطبيعية في الفلبين عبر الهلال الأحمر الإماراتي في إعادة تأهيل المناطق المتأثرة بشدة جراء إعصار "يولاندا" الذي ضرب الفلبين عام 2013، كما قامت الدولة بإعادة بناء وتأهيل 18 مدرسة، وتقديم المعدات الصحية لمستشفى مقاطعة سَمَر وبناء مركز صحي ومسجد في المقاطعة.
وخلال عامي 2021 و2022، قدّمت الدولة للفلبين 50 جهاز فحص للكشف عن الإصابة بفيروس "كوفيد-19"، مع مجموعات الاختبار الخاصة بها، و100 ألف جرعة من اللقاحات المضادة للفيروس، فضلًا عن 7 أطنان من الإمدادات الطبية الأخرى.
وفي يونيو 2023، كانت دولة الإمارات العربية المتحدة أول دولة ترسل طائرة مساعدات لدعم المتضررين من ثوران بركان (مايون) في مقاطعة ألباي، حيث تبرّعت الدولة بـ 51 طنًا من الإمدادات الغذائية للنازحين جراء ثوران البركان. كما قدّمت الدولة، في فبراير 2024، مساعدات إغاثية بقيمة 100 ألف دولار لضحايا الفيضانات في مينداناو.
وعلى مدى الأعوام الماضية، نفّذت الدولة العديد من البرامج والأنشطة الخيرية كتقديم الغذاء والملابس والرعاية الصحية ورحلات الحج وإمدادات المياه والبنية التحتية للكهرباء، بالإضافة إلى تنفيذ برامج ثقافية وتعليمية. يتم تنفيذ بعض تلك البرامج أكثر من مرة في العام الواحد أحيانًا، على غرار برنامج مؤسسة نور دبي لمكافحة العمى، والتي أرسلت قوافل علاجية وجراحية للفلبين في نوفمبر 2023 وفبراير وديسمبر 2024.
كذلك، تموّل جمعية الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية مآدب إفطار يومية خلال شهر رمضان الفضيل، وتقوم بتوزيع الملابس والمواد الغذائية ولحوم الأضاحي خلال عيد الفطر وعيد الأضحى.
على جانب آخر، شهدت الأعوام القليلة الماضية تطورًا كبيرًا في العلاقات الثنائية في العديد من المجالات، خاصة التجارة والاستثمار والزراعة وتغير المناخ والتنمية المستدامة واللوجستيات والعمالة.
تم عقد أول جولة للمشاورات السياسية بين البلدين في 9 يناير 2017، كما جرى التوقيع على اتفاقية إنشاء لجنة تعاون مشتركة بين البلدين وتُوِّج هذا العام بتوقيع أربع اتفاقيات عمالية في 18 سبتمبر 2017، وهي:
انعقدت الجولة الثانية من المشاورات السياسية في أبوظبي عام 2018، ثم الجولة الثالثة في مانيلا عام 2020، وترأس الوفد الفلبيني في الجولتين معالي إنريكي مانالو، وزير الخارجية الحالي بجمهورية الفلبين، وكان آنذاك وكيلاً لوزارة الخارجية للسياسات.
بلغت العلاقات الثنائية ذروتها خلال الأعوام من 2021-2025، ففي العام 2021، تم التوقيع على مذكرة تفاهم لإنشاء لجنة للشؤون القنصلية، وانعقد أول اجتماعات اللجنة، بينما شهد العام 2022 التوقيع على 3 اتفاقيات هي: اتفاقية حماية وتشجيع الاستثمار، ومذكرة التفاهم للتعاون في المجال الزراعي، ومذكرة تفاهم للتعاون بين وكالة الإمارات للفضاء ووكالة الفضاء الفلبينية في مجال البحث العلمي والتطوير، فضلاً عن انطلاق المفاوضات بشأن اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة.
ازدادت العلاقات نشاطًا في 2023، حيث جرى التوقيع على 3 مذكرات أخرى في مجالات التغير المناخي والبنية التحتية الرقمية وخدمات النقل الجوي، إضافة إلى توقيع الشروط المرجعية الخاصة بمفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة، والتي تجري مفاوضات توقيعها حاليًا.
ويمثل التغير المناخي والطاقة المتجددة أحد أهم محاور العلاقة بين الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الفلبين في السنوات الأخيرة. حيث تدعم الدولة جهود الحكومة الفلبينية في مكافحة تغير المناخ، خاصة مع كونها إحدى أكثر دول العالم تضررًا من تلك الأزمة، كما دعمت الفلبين رئاسة الإمارات للمؤتمر الثامن والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28). ومن المتوقع أن يشهد ذلك المجال مزيدًا من التعاون خلال الفترة المقبلة.
في إطار زيارة الرئيس الفلبيني إلى الدولة في نوفمبر 2024، تم توقيع عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات، شملت التعاون في مجالات الثقافة وانتقال الطاقة، والمساعدة القانونية المتبادلة في المسائل الجنائية إضافة إلى تسليم المجرمين ونقل الأشخاص المحكومين، بجانب التعاون في مجال التطوير والتحديث الحكومي.
في فبراير 2025، على هامش القمة العالمية للحكومات 2025 في دبي، تم توقيع مذكرة تفاهم لإحياء نهر باسيج، المجرى المائي الحيوي في مانيلا، وذلك تحت إشراف مؤسسة إرث زايد الإنساني وذلك بحضور السيدة الأولى لويز أرانيتا ماركوس، حرم الرئيس الفلبيني، وسعادة سعيد راشد الزعابي مستشار نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأنهار النظيفة، وعليه أعلنت مؤسسة الأنهار النظيفة التزام الدولة بتقديم ما يصل إلى 20 مليون دولار لدعم المبادرات التي تهدف إلى تحسين نوعية الحياة للمجتمعات المعتمدة على نهر باسيج، بالإضافة إلى تعزيز الحلول التي يقودها الاقتصاد الدائري لمنع تسرب النفايات واستعادة النهر إلى وضعه الطبيعي.
وبالإضافة إلى ذلك، تعترف دولة الإمارات العربية بالمساهمة الكبيرة التي تقدمها العمالة الفلبينية في مسيرة التنمية بالدولة على مستويات مختلفة. وتحتضن دولة الإمارات أكثر من 650 ألفًا من العمال الفلبينيين الذين يعتبرون الدولة موطنهم الثاني.
تهدف دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال بعثتها الدبلوماسية القائمة في مانيلا إلى تعزيز علاقاتها مع الفلبين. لذلك ندعو الجميع للاطلاع على موقعنا الإلكتروني الرسمي للتعرف إلى الخدمات التي تقدمها السفارة، ويسرنا الإجابة على كل أسئلتكم واستفساراتكم.