نحتفل هذا الشهر بذكرى مرور 48 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الفلبين الصديقة. وخلال أقل من 5 عقود، وصلت العلاقات بين البلدين إلى آفاق واسعة على مختلف الأصعدة، حيث عزّزت الدولتان التعاون السياسي، وتنامى حجم التجارة المتبادلة والاستثمارات بشكل كبير، خاصة خلال السنوات الأخيرة.
لقد تسلّمت مهامي هنا في جمهورية الفلبين الصديقة قبل نحو عام، وبهذه المناسبة فإنني أعرب عن اعتزازي بتمثيل دولة الإمارات لدى جمهورية الفلبين، وحرصي على تعزيز العلاقات الثنائية وتفعيلها في شتى المجالات، بما يسهم في دعم أواصر الصداقة بين البلدين.
ويسرني بهذه المناسبة أيضا أن أنتهز هذه الفرصة لأعبر عن امتناني لقيادتنا الرشيدة على الثقة التي منحوني إياها في تمثيل الإمارات العربية المتحدة لدى الفلبين. كما أنني ممتن للغاية لأصدقائنا وزملائنا في الفلبين على الترحيب الحار والدعم في كافة المجالات.
ترتبط دولة الإمارات والفلبين بعلاقات وثيقة، ولدينا فرص كثيرة لتعزيز هذه العلاقات في جميع المجالات، وفي هذا الصدد، تولي دولة الإمارات اهتماما كبيرا بتعزيز العلاقات مع حكومة وشعب الفلبين.
لقد أبهرتني العلاقات بين البلدين، كما سعدت بالتعامل مع قادة الحكومة الفلبينية، الذين أظهروا قدرا هائلا من الترحيب والتعاون والود، تماما كما هو معروف عن الشعب الفلبيني الصديق.
قبل أسابيع، وقّعت حكومتا البلدين اتفاقية حماية وتشجيع الاستثمار، في خطوة كبيرة نحو مزيد من التكريس للعلاقات الاقتصادية بين البلدين بما يحقق مصالح شعبينا، قبل أن توقعان مذكرة تفاهم للتعاون في المجال الزراعي. ولا شك أن هناك المزيد من فرص التعاون خلال الفترة المقبلة.
وفي 11 فبراير 2022، وقعت دولة الإمارات والفلبين بيانًا مشتركًا بشأن إطلاق مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة (CEPA) في مقر إكسبو 2020 دبي، التي من شأنها تعزيز التجارة وتدفقات الاستثمار، وإزالة الحواجز أمام التجارة، وخلق فرص عمل جديدة.
أما على صعيد العلاقات بين قادة البلدين، فقد تبادل القادة خلال الأسابيع الأخيرة إرسال البرقيات الودية، حيث أرسل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي عدة برقيات لفخامة فيرديناند روموالديز ماركوس جونيور، كان أولها لتهنئة فخامته على انتخابه رئيسا للجمهورية، والتي رد عليها فخامة فيرديناند ماركوس ببرقية شكر، ثم لتعزيته في ضحايا زلزال لوزون ثم في وفاة الرئيس الأسبق فيدل ف. راموس. ونجدد هنا تعازينا لحكومة وشعب الفلبين وأسرة الفقيد، والذي سنتذكر دوما الإرث الثمين الذي تركه لبلاده.
يكتسب توقيت إحيائنا لذكرى إقامة العلاقات الدبلوماسية أهمية خاصة هذا العام، إذ أنه يأتي بينما يواجه العالم تحديات هائلة العالم، خاصة تفشي جائحة "كوفيد-19" وتداعياته الاقتصادية، فضلا عن الأزمات الحادة الأخرى، كالتهديدات التي تواجه الأمن الغذائي حول العالم، وارتفاع أسعار الطاقة ومعدلات التضخم وغيرها.
كما يأتي إحياؤنا للذكرى الـ 48 عقب ختام فعاليات إكسبو 2020 دبي والذي حقق نجاحا باهرا، وشهد مشاركة متميزة من الفلبين، لتضاف إلى رصيد فرص التعاون الثقافي والعلمي والتكنولوجي وفي تعزيز الأعمال التجارية للبلدين، ودعم الشركات وتوطيد العلاقات وجذب الاستثمارات.
ولقد حظي جناح الفلبين في إكسبو 2020 دبي باهتمام واسع من الزوار، حيث استقبل أكثر من مليون زائر، ضمن فعاليات المعرض التي استغرقت 6 أشهر، وهو ما يضعه ضمن قائمة الأجنحة الأكثر جذبا لضيوف المعرض، والتي تعكس الانطباعات الايجابية التي أبداها الزوار عن رسالة الجناح الرئيسية والفريدة والمتمثلة في "الاستدامة الثقافية" وطريقة العرض الشيق إلى الجمهور.
لقد توطدت العلاقات بين البلدين بشكل كبير في السنوات الماضية، ولا سيما من خلال تبادل الزيارات لكبار المسؤولين في الدولتين، ومن خلال هذه الزيارات جرى التوقيع على اتفاقية إنشاء لجنة التعاون المشتركة بين البلدين وتوقيع أربع اتفاقيات عمالية في عام 2017.
ولا شك أن دولة الإمارات تقدر عاليا المساهمة الكبيرة التي تقدمها العمالة الفلبينية في النمو الاقتصادي في دولة الإمارات، ليس فقط في قطاعي السياحة والتجارة بل أيضاً في القاطعات الأخرى كالهندسة والصحة والموارد البشرية.
وتتطلع الدولتان إلى تعزيز التبادل التجاري والذي حقق 806 مليون دولار في عام 2021، وبما يعكس رغبة البلدين الصديقين وحرصهما على زيادة التعاون في هذا المجال وفي غيرها من المجالات التي تعكس عمق العلاقات بين البلدين الصديقين. كما يظل مستقبل التعاون بين دولة الإمارات والفلبين واعداً بالكثير من الخير والنجاح والازدهار لما فيه مصلحة الجانبين.
